الأحد، 23 يونيو 2013

هتنام ولا أجيبلك العفريت ؟




عبارة طالما ترددت وتتردد وستتردد من الأمهات رغبة في أن ينام أطفالهم بهدوء مستسلمين أمام سلاح الخوف الفتاك آملين في إنهاء المعركة (سلميا) ودون قطرة دم .. عذرا .. دون قطرة (دمع) .


كنا ننام .. لم نسأل يوما عن ماهية العفريت على الرغم من أننا لم نره مطلقا .. لم نكن نعلم ما يملكه أصلا من وسائل إيذاء كفيلة بجعلنا نرتجف هلعا هكذا .. فقط كانت ترسم الجدية والنبرة المتوعدة حروف اسمه بكل ملامح الجبروت والقوة والبطش .. أو على الأقل يكفي كونه وسيلة تهديد أن يجعله ذلك كائنا مهيبا وإلا فلماذا يتوعدوننا به .. لابد أنه مخيف بالتأكيد.


ومرت الأيام وكبرنا بما يكفي لنعرف لعبة العفريت .. بعضنا عرف اللعبة .. وبعضنا أتقنها .. بعضنا أكتفى بها كوسيلة لينام طفله .. والبعض الآخر توسع فيها لتنام شعوبا بأكلمها .. دخل بها أطفال مرحلة النوم .. ودخلت بها همم رجال مرحلة الموت .. وبالرغم من أن أحدا لم ير العفريت حتى يومنا هذا .. لكن الجميع ( إلا من رحم ربي ) يفضل أن ينام ممنيا نفسه بأنه حتما سيأتي يوم ما ويظل أحدهم مستيقظا ويخبرنا بالأهوال التي رآها منه المهم أن ذلك الأحد لن يكون أنا !


وهكذا أصبحت تبتز عزائم الرجال .. هكذا أصبحت في سيرك إلى الله وعلى الجانبين كل منهم يشير إليك بالنوم متوعدا إياك بعفريته الخاص الذي سيحضر حتما حال غضبه .. الكل يصارع الكل فقط ليثبت أنه يستطيع أن يثير هلعك أكثر من الآخرين .. فقط لتركع أمام رغباته .. وحينها تكتشف بعد أن تستسلم أن عفاريت الدنيا كلها لم تكن قادرة أن تنزل بك السوء الذي أنزلته بنفسك حين ركعت .

عفاريت البطش والتنكيل المعتادة .. عفاريت التشنيع والتمزيق النفسي الإعلامي .. أنت متشدد .. إرهابي .. متطرف .. فين وسطية الدين؟ .. إلى آخر هذه العفاريت التي عاصرناها جميعا وجربنا نيرانها مرارا وتكرار .

وعفاريت هذا العصر كثيرة جدا (عصر ما بعد الثورة ) .. بداية من عفريت الفوضى .. وعفريت الدستور .. عفريت الفلول .. عفريت الدولة العميقة إلى آخره من عفاريت بعضنا خاف منها .. وبعضنا خوف بها .. ولا أنسى أن أذكر أيضا عفريت مصطلح (الخرفان ) الذي أصبح آداة ابتزاز فكري رخيصة حتى ينام لسانك عن قول الحق إن عارض هذا الحق هوى صاحب العفريت !


ومع انتظار الجميع ليوم (30/6) بدأ كل فريق يحضر (عفاريته ) استعداد لمعركة الخوف ..
 

( لابد أن تناصرنا حتى لا يقع المشروع الإسلامي ) وبالتالي فعفريت الخذلان والوقوف في صف المارقين ينتظرك لو ابتعدت عن الصف .. أنت تعرف ما سيلي ذلك طبعا .. أنت جربته مرارا .. نظرات تعجب لو قلت لا .. نظرات استنكار لو قلت وأين المشروع الإسلامي ؟ .. نظرات استهزاء لو تسائلت في براءة عن علاقة الديمقراطية بالإسلام ؟ .. أنت تعلم من تجارب سابقة أن التهم جاهزة .. والآلات الإعلامية تعمل بكفاءة .. وكيف ستتطاير الأنباء عن جرأتك الغير عادية وتصرفك الأرعن وكيف أنك ترفض أن تنام على الرغم من علمك بأن العفاريت على الأبواب ؟!


ولعل أصحاب العفاريت الأخرى يضحكون الآن حين يقرأون الفقرة السابقة حين يظنون أن ( عفريتهم يكسب ) وأن طرق أبواب الآذان بقوة بأن هؤلاء يسيئون للمشروع الإسلامي .. وعليك أن تنصرنا عليهم حتى لا يظل هذا النموذج الإسلامي ( زعما ) المشوش مسيئا للدين .. إلى آخر هذه التهم التي يجيدها دجاجلة العصر من أول عفريت ( أنت بتسئ للدين بأفكارك المتشددة ) مرورا بعفريت ( زيادة عدد الملحدين بسبب أفكار الإسلاميين) وانتهاء بعفريت ( يوم 30/6 )وتدهور أحوال البلد .. سيناء .. سد النهضة .


والابتزاز النفسي (لعبة العفريت) له آلة إعلامية ضخمة منذ عهود قديمة .. مارسها فرعون مع أهل مصر ليطيعوه ضد نبي الله موسى عليه السلام حين قال لهم (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) .


تأمل وراء السطور وفي عمقها .. أن فرعون يخيف قومه بعفريتين لا عفريت واحد .. الدين .. وفساد البلاد .


وما أشبه الليلة بالبارحة .. فأمامنا فريقان كل منهم يخيف الآخرين بعفريت من عفريتي فرعون .. فإما عفريت ضياع المشروع الإسلامي ( وكأننا وجدناه ليضيع أصلا ) . وإما عفريت ضياع البلاد وهلاكها وما شابه من عفاريت أخرى .. والكل يبحث عن شئ واحد أن يرتمي قلبك تحت قدميه هلعا ليمرغه في وحل مطامعه كيفما شاء ولسان حاله الفرعوني أيضا ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ).

ففرعون هددهم بضياع المشروع الديني .. والفساد وضياع البلاد ووربما جفاف الأنهار التي تجرى من تحته .. الأمر الذي يشعرك بأننا حتى في عفاريتنا حضارة سبع آلاف سنة !

وهنا السؤال وماذا أمام الرجل المسلم الذي يعرف ربه ؟ .. ماذا يجب أن يفعل والعفاريت تطارده في يقظته ومنامه ؟ .. ماذا يفعل والكل يتصارع على قلبه .. لا ليفوذ بحبه .. ولا ليفوذ باحترامه .. بل ( ويالبشاعة الفكرة وخستها ) يفوز بخوفه ؟
إن أشد مصيبة تنزل بصاحب المنهج هي أن يتخلى عن منهجه .. وأشد نكاية يحدثها العدو بصاحب رسالة أن يحركه عن طريقه ولو قيد أنملة .. ولوتأملتم مساوامات المفسدين على مر العصور مع الأنبياء والرسل وأصحاب الرسالات والصادقين لوجدتموها فقط ليحركوهم ولو شبر عن منهجهم .. فلا أشد على المتلون من صاحب اللون الواحد ولا يستعصى على صاحب الألف وجه إلا ذو الوجه الواحد . 

يا معشر الصادقين .. ويا أصحاب القلوب الطاهرة.. يا من تريدون ربكم .. دعوني أكلمكم بكلامه ففيه الدواء وفيه الشفاء .. يقول الله تعالى :

وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون ( 51 ) وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون ( 52 ) )


هذه هي الحقيقة التي تغيب وسط الضجيج والصغب واحتلال الآذان ( فقد تخطى الأمر مرحلة الزن بكثير) .. الحقيقة أن كمال التوحيد يقتضي أن تنبذ (عفاريتهم ) على سواء وأن تتجه بقلبك إلى ربك .. لا تتخذ إلهين اثنين .. وحد ربك ووحد خوفك فقط للمن له ما في السماوات والأرض ؟.


ماذا تقدر هذه المخلوقات على اختلاف قدراتها وإمكانياتها أن تفعل بك وهم وإن اجتمعوا على أن يضروك لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ؟ لقد رسم لك ربك الطريق في هاتين الآيتين سبيل النجاة في زمن العفاريت .. بل ولنقل إن بهما دليل مواجهة العفاريت في أربع خطوات :


1-      نبذ الشرك .. فالقلوب لا تضعف في لحظات قدر تلبسها بالشرك والشركيات .. من تعظيم أوامر غير الله أكثر من أمره .. من استحلال الحرام وجعله شريعة للناس .. فلا ينبغى أن ننطلق أن نحذر الناس من عبادة الأموات .. لنعبد الأحياء بقلوبنا .. ولا أن نصارع ضد شرك صندوق النذور .. لنرتمي في أحضان شرك صندوق الانتخابات .

فالخوف الحقيقي يكون من القوي القادر .. ممن إليه الرجوع وعنده سيكون الحساب

2-      لا تخشى إلا الله .. وليست على طريقة من يروع الآمنين ويعتدي بحجة أنه ( ما بيخافش غير م الي خلقه ) وإنما الخشية التي تجعلك تقف عند حدوده وتمتثل لأمره .. مهما هاجموك أو قاتولك أو آذوك.. معنويا كان أو ماديا .. لو قالوا عنك متخاذل أو عميل أو قالوا عنك متطرف أو إرهابي أو يشوه صورة الدين .. فلم يسلم طريق الأنبياء والرسل ومن سار على دربهم من ذلك وهي سنة كونية لا تتخلف ولا تتبدل حتى يرث الله الأرض ومن عليها .



3-      تذكر حقيقة من تعبد ومن تلجأ إليه ومن تعتصم به .. إنه الله الذي له كل ما في هذا الكون .. فهو يعلم ما يحدث وقادر على تبديله في لحظة .. هذا الكون كله ملكه وتحت مشيئته .. يسمع ويرى .. يمهل ويحلم .. يعاقب ويأخذ .. فلا تجزع واطمئن وأنت تعلم أنك على طريق من كان هذا حجم ملكه ومن كانت قدرته بلا حدود .



4-      لا تجامل ولا تداهن .. فإن كان أحد أحرى بالتقوى فهو الله .. هذا المنهج ليس ملكك لأنك سرت فيه أعواما .. هذا الطريق لست أنت صاحبه بل هو الله .. فلا تتقى أحدا غيره خشية نفور الناس عن الطريق أو استمالة لقلوب البعض أو رغبة في توحيد الصف .. إن كان أحد أحرى بالتقوى فهو ربك .. وإن كان أحد يغار على دين الله فلن يغار أكثر من ربك .. فاستسلم لربك واعمل في دينه بما يمليه عليك وفقط .



أعزائي أصحاب العفاريت إن كنتم تصرون على مواصلة لعبة الخوف فالمثل الشعبي يقول ( الي يخاف م العفريت يطلعله ) لذلك أعدكم أني لا أنوي الخوف أو الاهتزاز .. فنحن عبيد لرب لم يتركنا هباء بلا منهج .. بل أنزل إلينا كتبا ورسلا ووضع لنا منهاجا وشريعة واضحة المعالم والملامح لا كعفاريتكم الموهومة ونبراتكم المرعوبة الهزلية التي غاية أن تتمناه أن تصادف قلبا خاليا فتتمكن منه حتى تنال مآربها .


وأنت أخي الكريم الصادق مع ربك .. لا تخف ولا تبتئس ولا تنهزم أمام عفاريت الدجل الواهية .. اصرخ فيهم جميعا وقل :

(إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين * والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون)

انفض عنك غبار النوم الذي ترقد فيه تحت وطأة الهلع من عفاريتهم .. واستسلم لربك وانقاد لحكمه وشرعه .. واجعل كتابه وسنة نبيه طريقك إلى الحق .. صراط مستقيم وسط سبل متعوجة .. على كل سبيل يهتف داعي الخوف في همتك اليقظة : (هتنامي ولا أجيبلك العفريت؟ )



الجمعة، 15 فبراير 2013

تأملات في الناس والحياة

 

لماذا نكتب أفضل ما لدينا في لحظات الحزن ؟ .. لأنك تعطي عقلك وكيانك لما تكتب حين تكون حزينا حتى تهرب من حزنك .. أما عند الفرح فأنت تريد أن تستمتع بفرحك وفقط !

الكل يتسابق في الحياة لماذا؟ .. ليحصل شيئا لم يحصله الآخرون ؟ ما هو؟ هل يحتاجه ؟ هل سينفعه ؟ .. لم يعد أحد يفكر .. فالسبق أصبح هدف ومتعة حتى لو سبقت الآخرين في خيبة الأمل !

غيبوا كما تشاءون وأمعنوا في الغياب .. وعودوا كما تشاءون واجلعوا حضوركم ملئ السمع والبصر .. فكل تحركاتكم خارج مشاهد قلبي.

شعورك أنك على خطأ يحتاج للتصحيح شئ رائع .. واعترافك بهذا وعدم مكابرتك شئ أروع .. لكن احذر أن يتحول هذا لصك غفران تغفر به لنفسك زلاتك وتريح ضميرك بعض الشئ ويهرب العمر ولم تصحح شيئا !

صاحب العينين الغير قابلة للقراءة أحد شخصين .. شخص مخيف .. أو شخص سخيف !

التكنولوجيا الحديثة أعطتنا كل شئ ولكنها سلبت من كل شئ روحه .. أعطتنا وسائل اتصال وحرمتنا القرب .. جعلت العالم قرية صغيرة وجعلت الجميع يتجرعون الغربة .. أعطتنا عقولا وسلبتنا قلوبنا !

قال له: منذ متى وأنت تبحث عن الأحلام الضائعة ؟ .. رد متأملا : منذ تعلمت الأحلام لعبة (الاستغماية).

لا أجد نفسي .. عبارة تتردد من الجميع .. وبعد بحث وتدقيق ومحاولة معرفة صفات تلك النفس لمساعدته في البحث .. تكتشف أنه لا يعرف نفسه حتى يجدها!

طعم الغياب في كل شئ .. لأن كل شئ حاضر ببدنه لا بقلبه !

في مصر احتراف هواية السعي وراء الأحلام كهواية تربية الكتاكيت التي مارسناها كثيرا صغارا .. تجد الواحد يموت تلو الآخر حتى يبقى واحد ويظل يكبر أمام عينيك وتشعر أخيرا بأن الحلم قد اكتمل .. وفجأة يموت .. ولكنك تعود مرة أخرى لتشتري مجموعة جديدة محاولا إقناع نفسك بإن ( المرة دي بجد مش هنسيبها لحد ) .. عن الحلم أم الكتاكيت أتحدث ؟ لا فارق كلاهما صعب أن يعيش في هذا الوطن !

أنا لا أخشى من شخصيتك التي تخفيها .. فإنها أضعف من أن تظهر فكيف أخافها؟!

البعض يدمن الأحزان .. هل هو كئيب ؟ .. هل هو ( غاوي نكد ) ؟ أعتقد الأمر مرتبط بأنها أصدق لحظة يعرف فيها نفسه .

كل يوم يسير في طريقه تقابله الصخرة الكبيرة الضخمة تسد الطريق .. هل يحاول هدمها ليعبر؟ هل يتكبد مشقة تسلقها إلى الجانب الآخر ؟ .. هذا المفترض .. لكنه فضل أن يعود إلى سريره يكمل نومه على أمل ألا يجدها في اليوم التالي .. ومع تكرار يومي للمشهد تكبر رهبة الصخرة في قلبه وتتعاظم حتى يكف عن مغادرة سريره .. قصة قصيرة ولكنها أضاعت أعمارا طويلة !

ترك شراع الهوى يشده بعيدا في بحار الحياة .. كان يبصر الشاطئ ويقول لا بأس سأعود متى أردت .. شيئا فشيئا الشاطئ يبتعد .. القلق يتسرب إليه لكنه يطمئن نفسه بأنه يرى الشاطئ وسيرجع وقتما يريد .. وفي الوقت الضائع يختفي الشاطئ .. لا يعلم في أي تجاه يتحرك في البحر المفتوح .. يلتقمه حوت الضياع .. وقليل حينها من يلهمه الله : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).

السبت، 26 يناير 2013

همهمات منتصف الليل

 

67710alsh3er.gif

البعض يستنزفك ويصب عليك كافة أنواع الحزن الذي بداخله.. ثم إذا أبدل الله حزنه فرحا يتبخر من حياتك كأنه لم يكن ! .. تهرب من هؤلاء إلى الكتاب فتجده يتجاهلك بمجرد انتهاء آخر سطر منه بعد أن صب بداخلك كل أشجانه وأحزانه .. الأمر الذي يجعلك تفكر : لعلي أنا السبب أو باختصار ( أنا وش كده ) .. ربما!

بعض المظاهر قد تدل على الشئ ونقيضه .. زيادة التفكير في الشئ قد يكون حنكة وقد يكون حيرة .. الصرامة قد تكون حزم وقد تكون قلة حيلة .. فقط النتائج هي التي تثبت حقيقة الفعل أو هكذا نحكم على المسألة .

نحن مولعون بأن نحرق البشر في أعيننا حتى الرماد .. إما أن نبدأ تلك المهمة بحماس منذ البداية ب(تطليع القطط الفاطسة ) وسكب اللكراهية أو نظل نرفعهم فوق قدرهم ونضعهم في مكانة تضفي عليهم قداسة وهمية حتى إذا ما بدرت منهم الحقيقة مزقنا صورهم في قلوبنا .. أظن أننا نمارس ذلك بحماسة لنثبت لأنفسنا أنه لا يمكنك أن تثق بأحد !

أزعم أن المخدرات الطبية المعروفة هي أقل أنواع المخدرات ضررا .. الأفلام والمسلسلات مخدرات ..الكذب مخدرات .. الأغاني مخدرات ..  كل منهم ينقلك إلى حالة وهمية تفيق منها بعد مدة لتجد واقعك كما هو فتزداد إحباطا وتحاول أن تأخذ جرعة أكبر لترجع إلى العالم الوردي الزائف .. فقط هم أخطر لأننا لا نعتبرهم كذلك !

أحينا نكون غير سيئين إلى درجة الشياطين وأيضا لسنا طاهرين طهارة الملائكة .. لكن مشكلتنا أننا نريد أن ننهي حالة البين بين ونصارع لنلصق نفسنا بأي الفئتين أيهما أقرب والحقيقة التي لن تتغير أننا مجرد بشر !

لماذا نستمتع بتعذيب أنفسنا أحيانا ؟ .. أعتقد لأننا لم نستمتع حين أرحناها !

لا أطيق التكلف بأي شكل من الأشكال ..محاولات التكلف عندي أشبه بمحاولات تمساح ضخم أن يقنع الجميع أنه راقص باليه محترف .. العجيب أنك قد تجد البعض يقسم أنه لم يشاهد رقصا بهذا الجمال من قبل !


نحن نتألم من الأشخاص ليس على قدر فعلهم .. بل على قدر الألم الذي نريد أن نشعر أن هذا الشخص سببه لنا .

الجميع يخبرك أنه يحب الصراحة ويكره الكذب .. والجميع يخبرك أن الجميع يكذبون ولا يتفوهوا بكلمة صدق .. هل هي أزمة انفصام أم أنها (اشتغالات ) متبادلة!

أحيانا يجب أن أصدق ما تخبرني به .. ليس لأنك صادقا .. بل لأني لا أملك ما أفعله إن كنت كاذبا .

أكتشفت مؤخرا أن البعض يرتاح حينما يشعر أنه استطاع أن يسلب من أحدهم راحته !

كانت تخبرني أمي وأنا طفل صغير بأني لو لم أذهب لفراشي قبل العاشرة فستأتي الملائكة ولا تجدني وحينها لن تقوم بإطالة جسدي وسأظل قصيرا .. ولأني كنت طفل مطيع بملل فكنت أذهب إلى الفراش قبل العاشرة .. والآن أكتب لكم هذه الكلمات في منتصف الليل لأني بعد تجاوز ربع قرن من الزمان بسنة لازلت قصيرا !

الجمعة، 4 يناير 2013

رسالة قصيرة لأهل الدين المنغمسين في مواقع التواصل الاجتماعي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرت كثيرا أنا أكتب موضوعا كاملا مفصلا عن أخطار وسائل التواصل الاجتماعي  على قلب الإنسان ودينه وآثامها الحالية المنتشرة بيننا لتلافي العيوب واجتنابها لمن ليس له بها حاجة ملحة .

ولكن قدر الله قبل أن أشرع في كتابة هذا الموضوع أن أسمع عبارة رائعة لأحد سلفنا الصالح جامعة شافية كافية في هذا الموضوع.

وفي عصر كثر فيه الكلام بغير قيمة وأصبح فيها ( اللت والعجن ) هواية محببة آثرت أن أخفف عنكم وأجمل كل ما أريد في جملة هذا الرجل الصالح محمد بن واسع.

فقط كل ما أريد أن أقوله تأمل حال عملك على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك  / تويتر وغيرهم) من خلال هذه الكلمات القليلة وأعد التفكير . قال محمد بن واسع رحمه الله :

أربع يمتن القلب : الذنب على الذنب وكثرة معافسة النساء وحديثهن وملاحاة الأحمق يقول لك وتقول له ومجالسة موتى القلوب .. قيل ومن موتى القلوب : قال كل غني مترف وسلطان جائر