البعض يستنزفك ويصب عليك كافة أنواع الحزن الذي بداخله.. ثم إذا أبدل الله حزنه فرحا يتبخر من حياتك كأنه لم يكن ! .. تهرب من هؤلاء إلى الكتاب فتجده يتجاهلك بمجرد انتهاء آخر سطر منه بعد أن صب بداخلك كل أشجانه وأحزانه .. الأمر الذي يجعلك تفكر : لعلي أنا السبب أو باختصار ( أنا وش كده ) .. ربما!
بعض المظاهر قد تدل على الشئ ونقيضه .. زيادة التفكير في الشئ قد يكون حنكة وقد يكون حيرة .. الصرامة قد تكون حزم وقد تكون قلة حيلة .. فقط النتائج هي التي تثبت حقيقة الفعل أو هكذا نحكم على المسألة .
نحن مولعون بأن نحرق البشر في أعيننا حتى الرماد .. إما أن نبدأ تلك المهمة بحماس منذ البداية ب(تطليع القطط الفاطسة ) وسكب اللكراهية أو نظل نرفعهم فوق قدرهم ونضعهم في مكانة تضفي عليهم قداسة وهمية حتى إذا ما بدرت منهم الحقيقة مزقنا صورهم في قلوبنا .. أظن أننا نمارس ذلك بحماسة لنثبت لأنفسنا أنه لا يمكنك أن تثق بأحد !
أزعم أن المخدرات الطبية المعروفة هي أقل أنواع المخدرات ضررا .. الأفلام والمسلسلات مخدرات ..الكذب مخدرات .. الأغاني مخدرات .. كل منهم ينقلك إلى حالة وهمية تفيق منها بعد مدة لتجد واقعك كما هو فتزداد إحباطا وتحاول أن تأخذ جرعة أكبر لترجع إلى العالم الوردي الزائف .. فقط هم أخطر لأننا لا نعتبرهم كذلك !
أحينا نكون غير سيئين إلى درجة الشياطين وأيضا لسنا طاهرين طهارة الملائكة .. لكن مشكلتنا أننا نريد أن ننهي حالة البين بين ونصارع لنلصق نفسنا بأي الفئتين أيهما أقرب والحقيقة التي لن تتغير أننا مجرد بشر !
لماذا نستمتع بتعذيب أنفسنا أحيانا ؟ .. أعتقد لأننا لم نستمتع حين أرحناها !
لا أطيق التكلف بأي شكل من الأشكال ..محاولات التكلف عندي أشبه بمحاولات تمساح ضخم أن يقنع الجميع أنه راقص باليه محترف .. العجيب أنك قد تجد البعض يقسم أنه لم يشاهد رقصا بهذا الجمال من قبل !
نحن نتألم من الأشخاص ليس على قدر فعلهم .. بل على قدر الألم الذي نريد أن نشعر أن هذا الشخص سببه لنا .
الجميع يخبرك أنه يحب الصراحة ويكره الكذب .. والجميع يخبرك أن الجميع يكذبون ولا يتفوهوا بكلمة صدق .. هل هي أزمة انفصام أم أنها (اشتغالات ) متبادلة!
أحيانا يجب أن أصدق ما تخبرني به .. ليس لأنك صادقا .. بل لأني لا أملك ما أفعله إن كنت كاذبا .
أكتشفت مؤخرا أن البعض يرتاح حينما يشعر أنه استطاع أن يسلب من أحدهم راحته !
كانت تخبرني أمي وأنا طفل صغير بأني لو لم أذهب لفراشي قبل العاشرة فستأتي الملائكة ولا تجدني وحينها لن تقوم بإطالة جسدي وسأظل قصيرا .. ولأني كنت طفل مطيع بملل فكنت أذهب إلى الفراش قبل العاشرة .. والآن أكتب لكم هذه الكلمات في منتصف الليل لأني بعد تجاوز ربع قرن من الزمان بسنة لازلت قصيرا !