الأحد، 23 يونيو 2013

هتنام ولا أجيبلك العفريت ؟




عبارة طالما ترددت وتتردد وستتردد من الأمهات رغبة في أن ينام أطفالهم بهدوء مستسلمين أمام سلاح الخوف الفتاك آملين في إنهاء المعركة (سلميا) ودون قطرة دم .. عذرا .. دون قطرة (دمع) .


كنا ننام .. لم نسأل يوما عن ماهية العفريت على الرغم من أننا لم نره مطلقا .. لم نكن نعلم ما يملكه أصلا من وسائل إيذاء كفيلة بجعلنا نرتجف هلعا هكذا .. فقط كانت ترسم الجدية والنبرة المتوعدة حروف اسمه بكل ملامح الجبروت والقوة والبطش .. أو على الأقل يكفي كونه وسيلة تهديد أن يجعله ذلك كائنا مهيبا وإلا فلماذا يتوعدوننا به .. لابد أنه مخيف بالتأكيد.


ومرت الأيام وكبرنا بما يكفي لنعرف لعبة العفريت .. بعضنا عرف اللعبة .. وبعضنا أتقنها .. بعضنا أكتفى بها كوسيلة لينام طفله .. والبعض الآخر توسع فيها لتنام شعوبا بأكلمها .. دخل بها أطفال مرحلة النوم .. ودخلت بها همم رجال مرحلة الموت .. وبالرغم من أن أحدا لم ير العفريت حتى يومنا هذا .. لكن الجميع ( إلا من رحم ربي ) يفضل أن ينام ممنيا نفسه بأنه حتما سيأتي يوم ما ويظل أحدهم مستيقظا ويخبرنا بالأهوال التي رآها منه المهم أن ذلك الأحد لن يكون أنا !


وهكذا أصبحت تبتز عزائم الرجال .. هكذا أصبحت في سيرك إلى الله وعلى الجانبين كل منهم يشير إليك بالنوم متوعدا إياك بعفريته الخاص الذي سيحضر حتما حال غضبه .. الكل يصارع الكل فقط ليثبت أنه يستطيع أن يثير هلعك أكثر من الآخرين .. فقط لتركع أمام رغباته .. وحينها تكتشف بعد أن تستسلم أن عفاريت الدنيا كلها لم تكن قادرة أن تنزل بك السوء الذي أنزلته بنفسك حين ركعت .

عفاريت البطش والتنكيل المعتادة .. عفاريت التشنيع والتمزيق النفسي الإعلامي .. أنت متشدد .. إرهابي .. متطرف .. فين وسطية الدين؟ .. إلى آخر هذه العفاريت التي عاصرناها جميعا وجربنا نيرانها مرارا وتكرار .

وعفاريت هذا العصر كثيرة جدا (عصر ما بعد الثورة ) .. بداية من عفريت الفوضى .. وعفريت الدستور .. عفريت الفلول .. عفريت الدولة العميقة إلى آخره من عفاريت بعضنا خاف منها .. وبعضنا خوف بها .. ولا أنسى أن أذكر أيضا عفريت مصطلح (الخرفان ) الذي أصبح آداة ابتزاز فكري رخيصة حتى ينام لسانك عن قول الحق إن عارض هذا الحق هوى صاحب العفريت !


ومع انتظار الجميع ليوم (30/6) بدأ كل فريق يحضر (عفاريته ) استعداد لمعركة الخوف ..
 

( لابد أن تناصرنا حتى لا يقع المشروع الإسلامي ) وبالتالي فعفريت الخذلان والوقوف في صف المارقين ينتظرك لو ابتعدت عن الصف .. أنت تعرف ما سيلي ذلك طبعا .. أنت جربته مرارا .. نظرات تعجب لو قلت لا .. نظرات استنكار لو قلت وأين المشروع الإسلامي ؟ .. نظرات استهزاء لو تسائلت في براءة عن علاقة الديمقراطية بالإسلام ؟ .. أنت تعلم من تجارب سابقة أن التهم جاهزة .. والآلات الإعلامية تعمل بكفاءة .. وكيف ستتطاير الأنباء عن جرأتك الغير عادية وتصرفك الأرعن وكيف أنك ترفض أن تنام على الرغم من علمك بأن العفاريت على الأبواب ؟!


ولعل أصحاب العفاريت الأخرى يضحكون الآن حين يقرأون الفقرة السابقة حين يظنون أن ( عفريتهم يكسب ) وأن طرق أبواب الآذان بقوة بأن هؤلاء يسيئون للمشروع الإسلامي .. وعليك أن تنصرنا عليهم حتى لا يظل هذا النموذج الإسلامي ( زعما ) المشوش مسيئا للدين .. إلى آخر هذه التهم التي يجيدها دجاجلة العصر من أول عفريت ( أنت بتسئ للدين بأفكارك المتشددة ) مرورا بعفريت ( زيادة عدد الملحدين بسبب أفكار الإسلاميين) وانتهاء بعفريت ( يوم 30/6 )وتدهور أحوال البلد .. سيناء .. سد النهضة .


والابتزاز النفسي (لعبة العفريت) له آلة إعلامية ضخمة منذ عهود قديمة .. مارسها فرعون مع أهل مصر ليطيعوه ضد نبي الله موسى عليه السلام حين قال لهم (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) .


تأمل وراء السطور وفي عمقها .. أن فرعون يخيف قومه بعفريتين لا عفريت واحد .. الدين .. وفساد البلاد .


وما أشبه الليلة بالبارحة .. فأمامنا فريقان كل منهم يخيف الآخرين بعفريت من عفريتي فرعون .. فإما عفريت ضياع المشروع الإسلامي ( وكأننا وجدناه ليضيع أصلا ) . وإما عفريت ضياع البلاد وهلاكها وما شابه من عفاريت أخرى .. والكل يبحث عن شئ واحد أن يرتمي قلبك تحت قدميه هلعا ليمرغه في وحل مطامعه كيفما شاء ولسان حاله الفرعوني أيضا ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ).

ففرعون هددهم بضياع المشروع الديني .. والفساد وضياع البلاد ووربما جفاف الأنهار التي تجرى من تحته .. الأمر الذي يشعرك بأننا حتى في عفاريتنا حضارة سبع آلاف سنة !

وهنا السؤال وماذا أمام الرجل المسلم الذي يعرف ربه ؟ .. ماذا يجب أن يفعل والعفاريت تطارده في يقظته ومنامه ؟ .. ماذا يفعل والكل يتصارع على قلبه .. لا ليفوذ بحبه .. ولا ليفوذ باحترامه .. بل ( ويالبشاعة الفكرة وخستها ) يفوز بخوفه ؟
إن أشد مصيبة تنزل بصاحب المنهج هي أن يتخلى عن منهجه .. وأشد نكاية يحدثها العدو بصاحب رسالة أن يحركه عن طريقه ولو قيد أنملة .. ولوتأملتم مساوامات المفسدين على مر العصور مع الأنبياء والرسل وأصحاب الرسالات والصادقين لوجدتموها فقط ليحركوهم ولو شبر عن منهجهم .. فلا أشد على المتلون من صاحب اللون الواحد ولا يستعصى على صاحب الألف وجه إلا ذو الوجه الواحد . 

يا معشر الصادقين .. ويا أصحاب القلوب الطاهرة.. يا من تريدون ربكم .. دعوني أكلمكم بكلامه ففيه الدواء وفيه الشفاء .. يقول الله تعالى :

وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون ( 51 ) وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون ( 52 ) )


هذه هي الحقيقة التي تغيب وسط الضجيج والصغب واحتلال الآذان ( فقد تخطى الأمر مرحلة الزن بكثير) .. الحقيقة أن كمال التوحيد يقتضي أن تنبذ (عفاريتهم ) على سواء وأن تتجه بقلبك إلى ربك .. لا تتخذ إلهين اثنين .. وحد ربك ووحد خوفك فقط للمن له ما في السماوات والأرض ؟.


ماذا تقدر هذه المخلوقات على اختلاف قدراتها وإمكانياتها أن تفعل بك وهم وإن اجتمعوا على أن يضروك لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ؟ لقد رسم لك ربك الطريق في هاتين الآيتين سبيل النجاة في زمن العفاريت .. بل ولنقل إن بهما دليل مواجهة العفاريت في أربع خطوات :


1-      نبذ الشرك .. فالقلوب لا تضعف في لحظات قدر تلبسها بالشرك والشركيات .. من تعظيم أوامر غير الله أكثر من أمره .. من استحلال الحرام وجعله شريعة للناس .. فلا ينبغى أن ننطلق أن نحذر الناس من عبادة الأموات .. لنعبد الأحياء بقلوبنا .. ولا أن نصارع ضد شرك صندوق النذور .. لنرتمي في أحضان شرك صندوق الانتخابات .

فالخوف الحقيقي يكون من القوي القادر .. ممن إليه الرجوع وعنده سيكون الحساب

2-      لا تخشى إلا الله .. وليست على طريقة من يروع الآمنين ويعتدي بحجة أنه ( ما بيخافش غير م الي خلقه ) وإنما الخشية التي تجعلك تقف عند حدوده وتمتثل لأمره .. مهما هاجموك أو قاتولك أو آذوك.. معنويا كان أو ماديا .. لو قالوا عنك متخاذل أو عميل أو قالوا عنك متطرف أو إرهابي أو يشوه صورة الدين .. فلم يسلم طريق الأنبياء والرسل ومن سار على دربهم من ذلك وهي سنة كونية لا تتخلف ولا تتبدل حتى يرث الله الأرض ومن عليها .



3-      تذكر حقيقة من تعبد ومن تلجأ إليه ومن تعتصم به .. إنه الله الذي له كل ما في هذا الكون .. فهو يعلم ما يحدث وقادر على تبديله في لحظة .. هذا الكون كله ملكه وتحت مشيئته .. يسمع ويرى .. يمهل ويحلم .. يعاقب ويأخذ .. فلا تجزع واطمئن وأنت تعلم أنك على طريق من كان هذا حجم ملكه ومن كانت قدرته بلا حدود .



4-      لا تجامل ولا تداهن .. فإن كان أحد أحرى بالتقوى فهو الله .. هذا المنهج ليس ملكك لأنك سرت فيه أعواما .. هذا الطريق لست أنت صاحبه بل هو الله .. فلا تتقى أحدا غيره خشية نفور الناس عن الطريق أو استمالة لقلوب البعض أو رغبة في توحيد الصف .. إن كان أحد أحرى بالتقوى فهو ربك .. وإن كان أحد يغار على دين الله فلن يغار أكثر من ربك .. فاستسلم لربك واعمل في دينه بما يمليه عليك وفقط .



أعزائي أصحاب العفاريت إن كنتم تصرون على مواصلة لعبة الخوف فالمثل الشعبي يقول ( الي يخاف م العفريت يطلعله ) لذلك أعدكم أني لا أنوي الخوف أو الاهتزاز .. فنحن عبيد لرب لم يتركنا هباء بلا منهج .. بل أنزل إلينا كتبا ورسلا ووضع لنا منهاجا وشريعة واضحة المعالم والملامح لا كعفاريتكم الموهومة ونبراتكم المرعوبة الهزلية التي غاية أن تتمناه أن تصادف قلبا خاليا فتتمكن منه حتى تنال مآربها .


وأنت أخي الكريم الصادق مع ربك .. لا تخف ولا تبتئس ولا تنهزم أمام عفاريت الدجل الواهية .. اصرخ فيهم جميعا وقل :

(إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين * والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون)

انفض عنك غبار النوم الذي ترقد فيه تحت وطأة الهلع من عفاريتهم .. واستسلم لربك وانقاد لحكمه وشرعه .. واجعل كتابه وسنة نبيه طريقك إلى الحق .. صراط مستقيم وسط سبل متعوجة .. على كل سبيل يهتف داعي الخوف في همتك اليقظة : (هتنامي ولا أجيبلك العفريت؟ )



الجمعة، 15 فبراير 2013

تأملات في الناس والحياة

 

لماذا نكتب أفضل ما لدينا في لحظات الحزن ؟ .. لأنك تعطي عقلك وكيانك لما تكتب حين تكون حزينا حتى تهرب من حزنك .. أما عند الفرح فأنت تريد أن تستمتع بفرحك وفقط !

الكل يتسابق في الحياة لماذا؟ .. ليحصل شيئا لم يحصله الآخرون ؟ ما هو؟ هل يحتاجه ؟ هل سينفعه ؟ .. لم يعد أحد يفكر .. فالسبق أصبح هدف ومتعة حتى لو سبقت الآخرين في خيبة الأمل !

غيبوا كما تشاءون وأمعنوا في الغياب .. وعودوا كما تشاءون واجلعوا حضوركم ملئ السمع والبصر .. فكل تحركاتكم خارج مشاهد قلبي.

شعورك أنك على خطأ يحتاج للتصحيح شئ رائع .. واعترافك بهذا وعدم مكابرتك شئ أروع .. لكن احذر أن يتحول هذا لصك غفران تغفر به لنفسك زلاتك وتريح ضميرك بعض الشئ ويهرب العمر ولم تصحح شيئا !

صاحب العينين الغير قابلة للقراءة أحد شخصين .. شخص مخيف .. أو شخص سخيف !

التكنولوجيا الحديثة أعطتنا كل شئ ولكنها سلبت من كل شئ روحه .. أعطتنا وسائل اتصال وحرمتنا القرب .. جعلت العالم قرية صغيرة وجعلت الجميع يتجرعون الغربة .. أعطتنا عقولا وسلبتنا قلوبنا !

قال له: منذ متى وأنت تبحث عن الأحلام الضائعة ؟ .. رد متأملا : منذ تعلمت الأحلام لعبة (الاستغماية).

لا أجد نفسي .. عبارة تتردد من الجميع .. وبعد بحث وتدقيق ومحاولة معرفة صفات تلك النفس لمساعدته في البحث .. تكتشف أنه لا يعرف نفسه حتى يجدها!

طعم الغياب في كل شئ .. لأن كل شئ حاضر ببدنه لا بقلبه !

في مصر احتراف هواية السعي وراء الأحلام كهواية تربية الكتاكيت التي مارسناها كثيرا صغارا .. تجد الواحد يموت تلو الآخر حتى يبقى واحد ويظل يكبر أمام عينيك وتشعر أخيرا بأن الحلم قد اكتمل .. وفجأة يموت .. ولكنك تعود مرة أخرى لتشتري مجموعة جديدة محاولا إقناع نفسك بإن ( المرة دي بجد مش هنسيبها لحد ) .. عن الحلم أم الكتاكيت أتحدث ؟ لا فارق كلاهما صعب أن يعيش في هذا الوطن !

أنا لا أخشى من شخصيتك التي تخفيها .. فإنها أضعف من أن تظهر فكيف أخافها؟!

البعض يدمن الأحزان .. هل هو كئيب ؟ .. هل هو ( غاوي نكد ) ؟ أعتقد الأمر مرتبط بأنها أصدق لحظة يعرف فيها نفسه .

كل يوم يسير في طريقه تقابله الصخرة الكبيرة الضخمة تسد الطريق .. هل يحاول هدمها ليعبر؟ هل يتكبد مشقة تسلقها إلى الجانب الآخر ؟ .. هذا المفترض .. لكنه فضل أن يعود إلى سريره يكمل نومه على أمل ألا يجدها في اليوم التالي .. ومع تكرار يومي للمشهد تكبر رهبة الصخرة في قلبه وتتعاظم حتى يكف عن مغادرة سريره .. قصة قصيرة ولكنها أضاعت أعمارا طويلة !

ترك شراع الهوى يشده بعيدا في بحار الحياة .. كان يبصر الشاطئ ويقول لا بأس سأعود متى أردت .. شيئا فشيئا الشاطئ يبتعد .. القلق يتسرب إليه لكنه يطمئن نفسه بأنه يرى الشاطئ وسيرجع وقتما يريد .. وفي الوقت الضائع يختفي الشاطئ .. لا يعلم في أي تجاه يتحرك في البحر المفتوح .. يلتقمه حوت الضياع .. وقليل حينها من يلهمه الله : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).

السبت، 26 يناير 2013

همهمات منتصف الليل

 

67710alsh3er.gif

البعض يستنزفك ويصب عليك كافة أنواع الحزن الذي بداخله.. ثم إذا أبدل الله حزنه فرحا يتبخر من حياتك كأنه لم يكن ! .. تهرب من هؤلاء إلى الكتاب فتجده يتجاهلك بمجرد انتهاء آخر سطر منه بعد أن صب بداخلك كل أشجانه وأحزانه .. الأمر الذي يجعلك تفكر : لعلي أنا السبب أو باختصار ( أنا وش كده ) .. ربما!

بعض المظاهر قد تدل على الشئ ونقيضه .. زيادة التفكير في الشئ قد يكون حنكة وقد يكون حيرة .. الصرامة قد تكون حزم وقد تكون قلة حيلة .. فقط النتائج هي التي تثبت حقيقة الفعل أو هكذا نحكم على المسألة .

نحن مولعون بأن نحرق البشر في أعيننا حتى الرماد .. إما أن نبدأ تلك المهمة بحماس منذ البداية ب(تطليع القطط الفاطسة ) وسكب اللكراهية أو نظل نرفعهم فوق قدرهم ونضعهم في مكانة تضفي عليهم قداسة وهمية حتى إذا ما بدرت منهم الحقيقة مزقنا صورهم في قلوبنا .. أظن أننا نمارس ذلك بحماسة لنثبت لأنفسنا أنه لا يمكنك أن تثق بأحد !

أزعم أن المخدرات الطبية المعروفة هي أقل أنواع المخدرات ضررا .. الأفلام والمسلسلات مخدرات ..الكذب مخدرات .. الأغاني مخدرات ..  كل منهم ينقلك إلى حالة وهمية تفيق منها بعد مدة لتجد واقعك كما هو فتزداد إحباطا وتحاول أن تأخذ جرعة أكبر لترجع إلى العالم الوردي الزائف .. فقط هم أخطر لأننا لا نعتبرهم كذلك !

أحينا نكون غير سيئين إلى درجة الشياطين وأيضا لسنا طاهرين طهارة الملائكة .. لكن مشكلتنا أننا نريد أن ننهي حالة البين بين ونصارع لنلصق نفسنا بأي الفئتين أيهما أقرب والحقيقة التي لن تتغير أننا مجرد بشر !

لماذا نستمتع بتعذيب أنفسنا أحيانا ؟ .. أعتقد لأننا لم نستمتع حين أرحناها !

لا أطيق التكلف بأي شكل من الأشكال ..محاولات التكلف عندي أشبه بمحاولات تمساح ضخم أن يقنع الجميع أنه راقص باليه محترف .. العجيب أنك قد تجد البعض يقسم أنه لم يشاهد رقصا بهذا الجمال من قبل !


نحن نتألم من الأشخاص ليس على قدر فعلهم .. بل على قدر الألم الذي نريد أن نشعر أن هذا الشخص سببه لنا .

الجميع يخبرك أنه يحب الصراحة ويكره الكذب .. والجميع يخبرك أن الجميع يكذبون ولا يتفوهوا بكلمة صدق .. هل هي أزمة انفصام أم أنها (اشتغالات ) متبادلة!

أحيانا يجب أن أصدق ما تخبرني به .. ليس لأنك صادقا .. بل لأني لا أملك ما أفعله إن كنت كاذبا .

أكتشفت مؤخرا أن البعض يرتاح حينما يشعر أنه استطاع أن يسلب من أحدهم راحته !

كانت تخبرني أمي وأنا طفل صغير بأني لو لم أذهب لفراشي قبل العاشرة فستأتي الملائكة ولا تجدني وحينها لن تقوم بإطالة جسدي وسأظل قصيرا .. ولأني كنت طفل مطيع بملل فكنت أذهب إلى الفراش قبل العاشرة .. والآن أكتب لكم هذه الكلمات في منتصف الليل لأني بعد تجاوز ربع قرن من الزمان بسنة لازلت قصيرا !

الجمعة، 4 يناير 2013

رسالة قصيرة لأهل الدين المنغمسين في مواقع التواصل الاجتماعي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرت كثيرا أنا أكتب موضوعا كاملا مفصلا عن أخطار وسائل التواصل الاجتماعي  على قلب الإنسان ودينه وآثامها الحالية المنتشرة بيننا لتلافي العيوب واجتنابها لمن ليس له بها حاجة ملحة .

ولكن قدر الله قبل أن أشرع في كتابة هذا الموضوع أن أسمع عبارة رائعة لأحد سلفنا الصالح جامعة شافية كافية في هذا الموضوع.

وفي عصر كثر فيه الكلام بغير قيمة وأصبح فيها ( اللت والعجن ) هواية محببة آثرت أن أخفف عنكم وأجمل كل ما أريد في جملة هذا الرجل الصالح محمد بن واسع.

فقط كل ما أريد أن أقوله تأمل حال عملك على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك  / تويتر وغيرهم) من خلال هذه الكلمات القليلة وأعد التفكير . قال محمد بن واسع رحمه الله :

أربع يمتن القلب : الذنب على الذنب وكثرة معافسة النساء وحديثهن وملاحاة الأحمق يقول لك وتقول له ومجالسة موتى القلوب .. قيل ومن موتى القلوب : قال كل غني مترف وسلطان جائر

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

فلا يحزنك قولهم .. طريق الهدوء المفقود!


14653

هجوم .. هجوم .. هجوم ..
هذا ما يلقاه كل إسلامي حينما يطالع وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها واتجاهاتها .. هجوم على التيار الإسلامي بصفة عامة وبالطبع يطوله هذا بصفة خاصة كإسلامي ( وهي كلمة لا أحبذها وإن حصرونا فيها ) .. وربما امتد الهجوم إلى شخصه وربما إلى شكله ومظهره وربما إلى أمه وأبيه أحيانا !
فإنه إذا طالع الصحف والجرائد وجد كم من الأخبار التي تلفق في أغلبها أو تصاغ بشكل يطمس الحقيقة هدفها فقط التشويه والهجوم على كل ما يحمل صبغة الإسلام .. فإذا ابتعد عن الأخبار وجد كل من أوتي عمودا للرأي ( ولسان حاله القاروني إنما أوتيته على علم عندي ) يأكل لحمه على أسلوب الضباع فربما سخر من شكله ووزنه  ( حدث بالفعل ) قبل شخصيته وأفعاله ثم ختم مقاله بعدم تفهم الإسلاميين الرجعيين للنقد البناء ! .. فإذا تحول منها إلى وسائل الإعلام وجد دينه ومنهجه وجبة على مائدة اللئام وياليتهم يتكلمون بحق فيقول لهم شاكرا : رحم الله امرئ أهدى إلى عيوبي وإنما أباطيل في غالبها تجعل الصدر يضيق والقلب يحزن .
وإذا جاء لشبكات التواصل الإجتماعي فإنه يلاقي الأمرين .. يبدأ الأمر باعتراض واختلاف في وجهات النظر مقبول .. ثم يمر بالحدة والعصبية عليه دائما ومحاولة تحميله كافة أخطاء البشرية من لدن آدم إلى الآن .. محاولات إرهاب فكرية كلما فتح فاه ليقول قال الله .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لا تتحدث باسم الدين .. هذا فهم الأرضيين .. مادخل الدين بما نحن فيه ؟ .. إنتوا هتكفرونا ؟ .. وينتهى الحال أحيانا بسبه بأقذع الألفاظ وربما طال الأمر أباه وأمه .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
كل هذا كفيل بأن يضيق الصدرلملاقاته وأن يحزن القلب _ وهو في الغالب مراد هؤلاء من هذه الأساليب التي هي أبعد ما تكون عن النقد البناء أو اختلاف الرأي _ .. كفيل بأن يجعل القلب في حزن وكمد وغيظ .. ربما أخذ هذا الأمر منه وقته وأعصابه وشتت عليه قلبه .. فتفرق همه عند العمل .. وضاق صدره عند الكلام وثارت أعصابه لأقل شئ وربما مع ذلك فقد أبجديات أسلوب الدعوة أو حاد عن طريق الصراط تحت الضغوط الكبيرة .. ولكن .. ضمد الله كل هذه الجراح بآية !!
نعم .. آية واحدة من كتاب الله تضمد جراحك وأنت تقابل كل هذا الهجوم .. آية من الكتاب المعجز .. من كلام الله .. ومن أحسن من الله قيلا .
إنه الله القائل في كتابه :

( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون )

يا الله .. بالله عليك تأمل الآية مرة أخرى .. مررها على قلبك .. تذوقها بحسك .. استشعر معناها العميق جدا .. إنها ربتة إلهية لفظية لطيفة على قلبك تقول لك ( فلا يحزنك قولهم ) .. هل استشعرت لطف الله بك وحبه لك في هذه الكلمات التي خاطب الله بها ابتداء نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ .. هل تأملت فيض الود الرباني في هذه الكلمات المعجزة .. إنه الله .. يقول لك وسط هذا الصخب ووسط هذا الهجوم الضاري .. لا تحزن .. لا تبتئس .. لا تكتئب .. لا تنهزم أمام كل هذه المشاعر السلبية التي تصدر لك عن عمد .. وتأتي باقي الآية لتجيب على السؤال الذي قد يطرأ عليك .. وكيف لا أحزن أمام كل هذا ؟.
ولا تقل روعة باقى الآية وإعجازها عن أولها .. لا تحزن لأن الله يعلم ما يسرون ولا يعلنون .

لا تحزن فالعليم الخبير الحكيم يعلم كل هذا فاطمئن أن كل ما يجري يجرى لمقتضى حكمته ولشئ أراده ولأمور علمها عنده ومردها إليه .

لا تحزن فالجبار المنتقم يعلم كل هذا فاطمئن فإنه قادر على البطش بالظالمين والأخذ بهم وإنزال العقاب بهم وإن أمهلهم فترة من الزمان .

لا تحزن فالرحمن الرحيم يعلم كل هذا فاطمئن فرحمته ستشملك وستغمرك وستريحك من هذا العناء إذا أشبعت قلبك هذا الإيمان الجارف بمعيته وصحبته.

والأمر الأعظم أنه يعلم ما يسرون قبل ما يعلنون .. فهو يعلم ما خفي عليك أنت منهم وربما هو أخطر مما تعلم .. ومع ذلك فهو محيط به مطلع عليه .. إنها طمأنة ربانية كبرى أنك تركن إلى القوي العلي العظيم .. عالم الغيب والشهادة .. من أحاط بكل شئ علما .

بهذه الآية الواحدة فقط تضمد الجراح .. وتنسى كل الإساءات والانتقاصات ..بتذوق الكلمات .. بتدبرها .. باستشعار المعية الإلهية واللجوء إلى رب البرية .. حينها تجد هموم جراحات ما يحدثه في قلبك أهل الأرض تزول حينما يتصل هذا القلب بالسماء .. ينهل من وحي الله .. يستشعر مخاطبة الله له .. ويتأمل لطفه وكرمه .. فينطق لسان الحال والمقال .. إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي .. إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي .. لا أبالي .

هذا يقودنا إلى أصل مهم .. كم تعرض قلبك على القرآن ؟ .. كم تدخل إلى محراب الألفاظ الإلهية وتحتمي به ؟

إن مصدر الذعر الرئيسي والقلق والاضطراب الذي يصيبنا من الأحداث الجارية سببه أننا نعرض قلبنا على الأخبار والمناقشات والسجالات في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها أكثر مما نعرضه على القرآن . والحل في ذلك ليس إلا بعكس الأمر وحينها سيتبدل الحال ويثبت القلب ويشرق نور الوحي في ظلام التيه .

يقول سيد قطب في مقدمة كتابه ( في ظلال القرآن ) :

" ومن ثم عشت - في ظلال القرآن - هادئ النفس ، مطمئن السريرة ، قرير الضمير . . عشت أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر . عشت في كنف الله وفي رعايته . عشت أستشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها . . أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ؟ . . وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير . . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . . واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه . . فعال لما يريد . . ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه . إن الله بالغ أمره . . ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها . . أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه . . ومن يهن الله فما له من مكرم . . ومن يضلل الله فما له من هاد "

أخي الكريم .. أختي الكريمة .. عودوا إلى مصاحفكم .. فإن قلوبكم تبكي البعاد دما وإن لم تسمعوا البكاء ولم تروا الدموع !

السبت، 1 ديسمبر 2012

▧▧▧ دعوة وعتاب ▧▧▨ حتى لا نتوه وسط الزحام !

 
مرت أعوام كثيرة على بداية الصحوة الإسلامية في العالم العربي وفي مصر خصوصا والتي يرجع البعض بدايتها الحقيقة إلى فترة السبعينات .. أيقظت فيها الصحوة الدعوة الإسلامية من سباتها وحققت نجاحات مدوية لم يتخيلها المؤيدون لها قبل المعارضين وتجاوزت نطاق التوقعات في كثير من الأحيان.

ومع ثورات الربيع العربي برزت التيارات الإسلامية المكونة للصحوة على المشهد الإعلامي الرسمي بعد تغييب كثيره متعمد وقليله غير متعمد من وسائل الإعلام وأصبح البعض يتلمس ذلك العملاق الضخم الخارج لتوهه من كهف التغييب .

وفي خضم هذا كان شباب الدعوة الإسلامية مع فرصة ذهبية لتعريف الناس بالدين ومعانيه والشريعة فقد حررت الإرادة بعض الشئ وخفتت الاعتقالات المفاجئة وزيارات الفجر ورحلات ( السويد وسويسرا) وظن البعض أنها ماهي إلا شهور بل أيام وتنتشر الدعوة في كل أرجاء البلاد في مصر .. ولكن !!!

الخصومة كانت شديدة والصراعات كانت طاحنة وأمامها سحقت أهم معاني الدعوة التي يتحرك بها الداعية وهي الرغبة في هداية الناس ولو آذوه في نفسه وأهله وماله ولو سبوه ولو انتقصوا منه ولو كانوا أشد الناس عليه في كل حال ووقت .

لقد وجد شباب الدعوة أنفسهم وقد نفذ مخزون صبرهم أمام الهجوم المزعج الغير مبرر من بعض الكارهين على طول الخط للإسلام وبادلوهم الهجوم وامتلأت أنفسهم بالغضب والحنق أمام تلك الموجات المتلاحقة من الهجمات لا لشئ إلا أنهم يقولون ربي الله .. ورد كثير منهم الغضب بغضب والهجوم بالهجوم ونسوا أن بين الفريقين فريق يتابع الموقف ويرقب ولا يفهم ما يحدث من حقيقة الصراع ويحتاج أن نرجع إلى أهداف الدعوة وغرضها وهو هداية كل الخلق حتى يسمع ويفهم ويتأمل الحق الذي معنا .

دعونا نتأمل هذا الحديث الرائع بين المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ( تلميذ مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول المسلمين الأول إلى قائد الفرس ) وبين رستم قائد الفرس .. إنه الحوار التاريخي الذي لا يلقى نفس الشهرة التي يلقاها حوار الرسول الثاني إلى رستم ( ربعي بن عامر ) .. استمعوا إلى الكلمات جيدا وتأملوها فهي بحق منهج رباني لكل مسلم مجاهد داعية يعمل لهذا الدين :

روى الطبري في خبر مفاوضة المغيرة بن شعبه لرستم أنه لما عرض عليه رستم العروض المادية مقابل تخلي المسلمين عن القتال أجابه المغيرة :

" أتيناكم بأمر ربنا نجاهد في سبيله ، وننفذ لأمره , وننجز موعوده , وندعوكم إلى الإسلام وحكمه , فإن أجبتمونا تركناكم ورجعنا وخلفنا فيكم كتاب الله ، وإن أبيتم لم يحل لنا إلا أن نعاطيكم القتال أو تفتدوا نفوسكم بالجزية فإن فعلتم وإلا فإن الله أورثنا أرضكم وأبناءكم وأموالكم فاقبلوا نصيحتنا ، فوالله لإسلامكم أحب إلينا من غنائمكم ".

بهذه النفسية كان يتعامل المجاهدين من الصحابة مع الكفار بل والعتاة منهم . نعم لا نداهن في دين ربنا وننفذ أمره ونتحرك وفق شريعته ولكن وإن كنا نضمن العلو عليكم والظفر بموعود الله فإن إسلامكم أحب إلينا .. إنها كلمات تكتب بماء الذهب وتوضح ماهو هدف الداعية ومنهجه ماهو الشئ الذي يضعه نصب عينيه .

إننا الآن أصبحنا نرى العكس ضعف وتخاذل في جانب العقيدة وتنفيذ أمر الرب وتفريط مع الغير بدعوى التقارب والتوافق ولكن عند الظفر والنيل أصبحنا نسمع نعرات ( من أشد منا قوة ) و ( أيها النمل أدخلوا مساكنكم ) وانعكست الآية .. وبين تبدل المعاني ضاعت العقيدة وضاعت الدعوة عند الكثير إلا من رحم ربي .

إننا لا نلتفت أننا حين نرد على عتاة العلمانية أو الليبرالية أن هناك من يتبعونهم ولكنهم ليسوا مثلهم هناك من لا يفهم أصلا أن هناك أي تعارض بين ماهو عليه والدين هؤلاء الشباب والأتباع نحن نتحمل مسئوليتهم بشكل جزئي لأننا لم نستطع أن نوصل الدين لهم وأن نحبب الله إليهم ونوصل الشريعة إلى قلوبهم وعقولهم .

وبين الصراخ والهجوم علي الرؤوس تشحن الأتباع والمناصرين بالغضب ونستعدي الكثير بلا فائدة تجنى سوى تنفيث الغضب الداخلي وبعض الضغط النفسي الذي علينا ليل نهار وما هذا هو الصبر المطلوب على ألم الطريق ومشاق الدعوة إلى الله .

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ما لاقى في الطائف رفض أن يطبق الملك عليهم الجبال ويفنيهم لأنه كان ينظر إلى ما بعد إلى الأتباع والأجيال القادمة . لقد قالها جلية واضحة : " بل أرجو أن يخرجَ اللهُ من أصلابِهم من يعبدُ اللهَ وحدَه ، لا يشركُ به شيئًا".

بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم .. إنه منهج الداعية الذي تتلمسه في رسول الله دائما إنه مع ما عانى من اليهود ومن مكائدهم ودسائسهم التي لم تكن تنتهي في المدينة .. حينما أسلم الغلام اليهودي المريض قبل موته عندما أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشهادة حين قال له أباه : أطع أبا القاسم . قال رسول الله : "الحمد لله الذي أنقذ بي نسمة من النار".

وكل ما ذكرت هو منهج الرسول مع الكافرين فما بالكم ونحن نتعامل مع مسلمين في الأصل .. أي نتعامل مع إخوان لنا لهم حقوق علينا أكثر بكثير من غيرهم .

أيها الشباب .. إخواني وأخواتي .. ما دمتم تحملون هم هذا الدين والدعوة إليه فيجب أن يكون صبركم جميلا وطويلا .. تحركوا بنفسية رسول الله صلى الله عليه وسلم أعيدوا ترتيب المفاهيم والأولويات . إن رسول الله كان يغضب إذا انتهكت محارم الله ..فمع ما كان في أحد لما بدأ أبي سفيان يجترأ على العقيدة قال ألا تجيبوه ؟ .. لكنه في نفس الوقت كان إسلام الكفار أحب إليه وكان يتعامل بنفسية الداعية المحب لله الذي يريد أن يحبب الله إلى الناس .

إن كلامي ليس عن التعاملات الرقيقة أو التهاون أو التخاذل في دين الله بل إني أتكلم عن نفسية الداعية وعن نياته التي يجب أن تصحح داخلنا حتى لا تختلط المفاهيم .. فلا نتساهل في العقيدة والشريعة والدين ثم نهاجم ونغضب ونثور وقد نتعدى أحيانا لرد هجوم أو انتقاص وبهذا الميزان المقلوب تضيع معان وتتوه بشر ولا نحسن أن نعرض قضيتنا الحق على الناس .

وقد يقول قائل ولماذا اللوم علينا ؟ .. ألا ترى ما يفعلون ؟ ألا ترى الهجوم ؟ .. أقول نحن أصحاب رسالة ودعوة .. نصبر ونحتسب .. إن أرادوا ديننا أجبنا ورددنا بكل قوة وهدوء وأدب وبيننا للناس العقيدة بحق وعلمناهم بهدوء فما يريد هؤلاء إلى هذا الجو الصاخب المشحون حتى لا يسمع أحد ما نقول من الحق .. وربما ما يقولون هم من الباطل !

وإلى الأخوة والأخوات الرافضين للشريعة أو المختلفين مع إخوانهم من شباب التيار الإسلامي .. هلموا إلينا .. نسمع منكم وتسمعوا منا في جلسات هادئة بعيدا عن عراك وسائل التواصل الإجتماعي والعراك اللفظي عبر وسائل الإعلام .

ما المانع أن يجتمع الأخوة بالأخوة . والأخوات بالأخوات ويتبادلوا الكلام في النقاط الخلافية ونسمع لبعضنا البعض بعيدا عن صدام رؤوس وصراعات سياسية لا مكان فيها لعرض القضايا بشكل مفصل وبيان محكم وبراهين واضحة .

إنها دعوة أوجهها للجميع .. فما الظفر أريد على أحد سواء كان من داخل التيار الإسلامي أو من خارجه إنما أنا عبد الله .. أحبه .. وأحب أن يحبه الناس وأن يطيعوه وأن يمتثلوا أوامره .. واسأل الله أن يهدينا جميعا وأن يرنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

۩۩ رسالة قرآنية ۩۩ لأطراف معركة الشريعة الدستورية


manartsouria.com-004e8b1197

لقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (46) وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) (سورة النور)